يشهد سوق العقارات التجارية في أبوظبي موجة نمو ملحوظة في عام 2024، حيث تواصل الإمارة تطورها لتصبح مركزاً عالمياً ديناميكياً للأعمال. أصبحت أبوظبي الوجهة المفضلة للشركات العالمية والشركات الناشئة على حدٍ سواء، مدفوعةً بالإصلاحات التنظيمية ذات الرؤية الثاقبة وزيادة الاستثمارات الأجنبية والتوسع الاستراتيجي في البنية التحتية.
وفقاً لأحدث تقرير عن سوق العقارات التجارية في أبوظبي الصادر عن سَفِلز الشرق الأوسط، شهد قطاعا العقارات المكتبية والصناعية نمواً كبيراً في الإيجارات هذا العام، في إشارة واضحة إلى جاذبية أبوظبي المتزايدة للمستثمرين والشركات التي تبحث عن الاستقرار والاتصال والفرص في قلب الإمارات العربية المتحدة.
أحد أكبر العوامل المحفزة لهذه الطفرة هو التحول التنظيمي الأخير الذي قادته دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي (ADDED). حيث تسمح السياسات الجديدة للشركات المرخصة في الإمارات الأخرى أو المناطق الحرة بفتح فروع لها في أبوظبي دون الحاجة إلى مكتب فعلي في عامها الأول.
تقلل هذه المرونة بشكل كبير من عائق الدخول، خاصة بالنسبة للشركات الدولية التي تختبر المياه الإقليمية، وقد حققت بالفعل نتائج واضحة:
ارتفعت التراخيص الاقتصادية في البر الرئيسي بنسبة 16% في عام 2024.
ارتفعت الرخص النشطة في المناطق الحرة غير المالية في أبوظبي بنسبة 22%.
ولا يعكس هذا النمو ثقة المستثمرين القوية فحسب، بل يعكس أيضاً تحوّل أبوظبي نحو اقتصاد أكثر تنوعاً وقائم على المعرفة. حيث تنجذب الشركات بشكل متزايد إلى الإطار القانوني المستقر للعاصمة والبيئة الضريبية المواتية وسهولة الوصول إلى الأسواق العالمية.
مع تزايد عدد الشركات التي تؤسس مقرات لها في أبوظبي، ارتفع الطلب على المساحات المكتبية عالية الجودة – خاصة المكاتب من الدرجة الأولى، التي توفر وسائل الراحة الحديثة والتصاميم المرنة والأنظمة الموفرة للطاقة.
تعمل الأبراج الرئيسية مثل البرج الدولي وبرج ضمان هاوس وبرج بني ياس حالياً بكامل طاقتها أو ما يقرب من طاقتها الاستيعابية الكاملة. وعلى وجه الخصوص، يتميز سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، المركز المالي الدولي الرائد في المدينة، بنسبة إشغال مذهلة تبلغ 97%.
تنعكس هذه الطفرة في قائمة الشركات المتنامية:
2,088 كياناً تشغيلياً مسجلاً الآن في سوق أبوظبي العالمي.
231 شركة خدمات مالية، بزيادة قدرها 31% عن النصف الأول من عام 2023.
ومع صعوبة تناسب العرض مع الطلب، ارتفعت أسعار الإيجارات في أكثر المواقع التجارية رواجاً في العاصمة:
المباني | زيادة الإيجار (سنويًا) |
---|---|
برج بوابة العاصمة | +14% |
برج أداكس | +13% |
منطقة سوق أبوظبي العالمي | +12% |
وتتراوح أسعار الإيجار في سوق أبوظبي العالمي الآن بين 2,600 درهم إماراتي (708 دولار أمريكي) و2,900 درهم إماراتي (790 دولار أمريكي) للمتر المربع سنوياً، مما يعكس مكانة المنطقة المتميزة وموقعها الاستراتيجي العالمي.
لا يقتصر النمو على المكاتب، فالقطاع الصناعي واللوجستي في أبوظبي يحطم الأرقام القياسية أيضاً. فقد قفز متوسط أسعار الإيجارات بنسبة 25% على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع الطلب من مزودي الخدمات اللوجستية من الطرف الثالث (3PL) ومنصات التجارة الإلكترونية وشبكات توزيع التجزئة.
المناطق الصناعية الرئيسية مثل:
مصفح
المدينة الصناعية في أبوظبي (ICAD)
مدينة خليفة الاقتصادية بأبوظبي (مناطق خليفة الاقتصادية بأبوظبي)
… تشهد نشاط تأجير غير مسبوق. فقد شهدت مدينة خليفة الاقتصادية، على وجه الخصوص، ارتفاعاً في أسعار الإيجارات بنسبة 38% – وهو دليل على دورها كبوابة لوجستية تربط أبوظبي بسلاسل التوريد العالمية.
كما يتم إعادة تشكيل المشهد التجاري في أبوظبي من خلال مشاريع جديدة طموحة مصممة لتلبية الطلب المستقبلي:
سيتم طرح أكثر من 100,000 متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة في السوق في عام 2025، بما في ذلك مربعة مدينة مصدر وياس بلايس، وكلاهما حصل بالفعل على التزامات تأجير مسبقة كبيرة.
تتعاون مبادلة والدار في إنشاء مجمع صناعي ولوجستي ضخم بقيمة 5 مليارات درهم إماراتي (1.36 مليار دولار أمريكي).
تقوم شركة ADAFZ و Radius بتسليم منشأة مستودعات جديدة تبلغ مساحتها 90,000 متر مربع، ومن المقرر افتتاحها في الربع الرابع من عام 2026.
تعمل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على توسعة مساحة 250,000 متر مربع أخرى، ومن المقرر الانتهاء من التوسعة في نهاية عام 2025.
تؤكد هذه المشاريع على طموح أبوظبي ليس فقط لتلبية الطلب الحالي ولكن أيضاً لإثبات مكانتها المستقبلية كقوة تجارية في الإمارات العربية المتحدة.
إن نهضة أبوظبي ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج تخطيط طويل الأمد، وسياسات ملائمة للأعمال، وبنية تحتية عالمية المستوى. من موقعها كعاصمة سياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى بيئتها الآمنة والمنظمة بشكل جيد، تقدم الإمارة للشركات:
الوصول الجغرافي الاستراتيجي إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا.
بيئة مواتية للضرائب، مع ضريبة دخل شخصية بنسبة 0% وسياسات ضريبية تنافسية على الشركات.
دعم حكومي قوي من خلال مبادرات مثل مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، الذي يقدم المنح والحوافز والوصول إلى الأسواق للشركات العالمية.
وعلى الرغم من التوسع المتوقع في المساحات المكتبية والصناعية، يتوقع خبراء السوق استمرار الشح في المساحات المكتبية من الدرجة الأولى والمرافق الصناعية المتخصصة. ويضمن توجه الإمارات العربية المتحدة المستمر لجذب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والمؤسسات المالية وشركات الخدمات اللوجستية وعمالقة التجارة الإلكترونية استمرار مرونة الطلب وتنافسيته.
على حد تعبير ستيفن فوربس، رئيس قسم أبوظبي في سافيلز الشرق الأوسط:
“لا يزال الطلب على الإشغال في أبوظبي قوياً، خاصةً في القطاعات الرئيسية مثل الخدمات المالية والاستشارات والتكنولوجيا. تساهم التغييرات التنظيمية والتوسع في البنية التحتية في استمرار الاهتمام بالإمارة.”
يقف سوق العقارات التجارية في أبوظبي في طليعة التحول الإقليمي. وبدعم من اللوائح التنظيمية المتطورة، والمناخ الملائم للمستثمرين، والمشاريع التطويرية واسعة النطاق، تتمتع الإمارة بمكانة مثالية لتلبية الاحتياجات المتطورة للشركات العالمية.
سواء كنت شركة متعددة الجنسيات تتطلع إلى إنشاء مقر رئيسي في الشرق الأوسط أو مستثمر يبحث عن عوائد مستقرة وطويلة الأجل، فإن المشهد العقاري التجاري في أبوظبي يوفر فرصاً لا مثيل لها في عام 2024 وما بعده.
الرجاء إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني. ستتلقى رابطا لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
Request call back
طلب معاودة الاتصال